التوقيت المحلي للقاهرة

الأربعاء، 3 يوليو 2013

واحدة


(1)

تجلس الطفلة وحيدة على الرصيف تُراقب لعب بقية أطفال الشارع سويًا وهي فقط لأنها جديدة بالمنطقة تم تلقائيًا منع التعامل معها، حاولت مرات عديدة كسب رضاهم في كل مرة يطلبون منها طلب لتؤكد لهم أنها ستكون صديقة وفية كانت تلبي بكل حماس، فلتضربي ذاك الطفل المار من هنا أو لنقذف الماء على تلك التي تمشي هناك ثم تلتفت لتجد نفسها وحيدة.

لم تفقد الأمل في كسب رضاهم ونيل شرف اللعب معهم ولكن عالم الأطفال ليس بالبراءة التي نتوقعها أو نُحب أن نراها فهو معقد تمامًا كعالم الكبار أو ربما قد تلوث منه ..

(2)

تقف بشرود غريب أمام نافذة العرض وكل من يمر بجانبها ينظر لها بتعجب لا يوجد أحد يقف ولو 5 دقائق أمام محل يبيع الزهور !
لاحظها البائع الشاب فذهب إليها يسألها إن كانت تريد الشراء، وزاد شرودها للحظات قبل أن تعود فتنفي، تركها وعاد للداخل ولكنها لم تتحرك فاحتار في أمرها خاصة بعدما لاحظها الباعة زملائه وكلٍ يزيد الموقف خجلًا بكلمة عابرة وهي لا تُبالي فقط تنظر للنافذة.

ما كان يدور بعقلها هو كيف أن كُتل الأسمنت من حولنا منعت عنا رؤية تلك الألوان المبهجة من حولنا !
كيف تركنا الحدائق تندثر فعلقنا وسط أدخنة السيارات واتلوث المصانع ثم زاد الأمر بضيق الجميع من الجميع فلا يوجد متنفس، الكل يسير فوق الأخر ولا يوجد أخضر ليحتمي به أحد ..

عاد لها البائع في محاولة أن يوصل لها رسالة بأن تشتري أو ترحل فلاحظ احمرار وجهها من الخجل فعاد للداخل ثم خرج لها وبيده زهرة ، ترددت أن تأخذها ثم مدت يدها سحبتها منه بسرعة ورحلت ..

(3)

تضع سماعات الهاتف بأذنيها فور خروجها من باب المنزل، تضع قائمة أغاني محددة ومكررة شبه روتينية ولكنها لا تمل منها أبدًا، كلما مرت أمام تجمع بشري يزيد عن 3 أشخاص تجفل وتزيد من علو صوت الأغاني حتى لا تستمع إلى ماعداها ثم تُسرع في حركتها وكأنهم سينقضون عليها في أي لحظة.

في كل تكاد أن تدهس تحت السيارات لأنها لا تنتبه لصوت الشارع حولها وهي تمر ولكنها في المقابل لا تستطيع التخلي عن روتينها اليومي وإلا لقيت ما تكره.

(4)

كان قرارها ..

هكذا تُملي على نفسها في كل مرة وجدت عاصفة من الكلمات الجارحة تأتي تجاهها، فهي تركته يضيع من يديها وكأن كل كلام والدتها والتعليمات شبه اليومية التي تسمعها منها كانت تمر من أذن لتخرج من الأخرى دون المرور على العقل فيما بينهما.
كيف يضيع منك هذا العريس؟ كيف تتركيه؟ أنت من تتركينه بل كان لزامًا عليه هو ألا يرضى بك من الأساس فأنت متمردة !

كان يشغل تفكيرها ماذا يقول عنها هو وعائلته لو كان هذا كلام عائلتها !
في مرات عديدة كان سنكسر عودها بوجه الرياح لتعود، فقط لتتخلص من كل هذه الكلمات الجارحة أو ما يندرج تحت بند "الزن" وما يتبعه من المجاملات التي تقصف القلوب ولا تقويها كما يعتقدون ..

"ظل رجل ولا ظل حيطة"
"عقبالك إن شاء الله"
"مش كان زمانك متجوزة ومعاكِ أطفال يلا ربنا يعدلك"

وفي كل مرة يراها فيها أحدهم عليه تذكيرها بالرقم المهول الذي يُمثل عدد السنوات التي قضتها هي على هذا الكوكب ولا يجب أن تُمتل أي شيء لأي حد غيرها ..

......

كونوا رحماء عليهن فالكون يرقد فوق أكتافهن بما يكفي ويفيض.

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

البداية


محاولة لمصالحة قلمي والانفصال عن الواقع السودوي ..




تترك جميع أقلامها جانبًا ثم تتجه بيديها نحو شعرها تجمعه لتلفه على هيئة ما يُسمى بالكعكة وهي لمن لا يفهم نفسية المرأة تعني وصولها لقمة سخطها وعدم قدرتها على تحمل أي شئ وأن كان ملامسة شعرها لرقبتها.
كان كل ما أمامها مجرد محاولات ناقصة لاستكمال كتابات توقفت عنها منذ فترة، لديها شعور طاغٍ أنها لن تعود لتكتب مجددًا كانت الكتابة مجرد مرحلة وانتهى فيضها، تُخاصمها الكلمات وتخونها التعبيرات منذ فترة طويلة حتى عندما هجرت الكتابة وصلت للواقع فأصبحت تفقد القدرة على التحكم بكلماتها ولا تدري كيف تُلقيها ولا أين ولا لمن وكأن كل الحروف قد قررت فجأة أن تُعلن العصيان عليها ومهما كلف الأمر لن تعود !

الآن أيضًا ظنت أنها ستكتب ولكن هربت الحروف والكلمات كالعادة ..


...


محاولة للبدأ ومحاولة جديدة في الفشل في الاستمرار ..